كلما نضجت… كلما ضاقت خريطة القلب على من لا يعرفون الطريق
كلما نضجت .. كلما ضاقت خريطة القلب على من لا يعرفون الطريق …
وصلتُ إلى مرحلة من النضج العاطفي لا تجعلني أركض خلف العلاقات العابرة… ولا أشتاق لأي اقتراب لا يحمل وعيًا عميقًا ومسؤولية راقية.
لم أعد تلك الفتاة التي يُغريها الحضور العاطفي السريع، ولا التي تفتح قلبها لأي حكاية تبدأ بلهفة وتنتهي بصمت. أنا اليوم امرأة تعرف ماذا تستحق، وتعرف تمامًا أنها لا تُلمَس إلا بالصدق، ولا تُحَب إلا بوقار، ولا تُقترب إلا بنيّة واضحة وظهر مستقيم.
استحقاقي ليس عُقدة، ولا جدارًا عاليًا… هو مرآتي التي صنعتها من كل ألم عبرته، من كل خيبة رمّمتها وحدي، من كل مرة خذلتني فيها نفسي فنهضتُ أقوى منها.
لا أبحث عن أحد يملأ الفراغ، لأنني ممتلئة بذاتي. ولا أفتّش عن نصفي، لأنني لست نصفًا ينتظر أن يكتمل. أنا كاملة بنضجي، وأعرف تمامًا أن الحب الذي لا يضيف لحياتي… لا يلزمني.
أريده رجلاً يُشبه سلامي، لا فوضاي. يُشبه وضوحي، لا ارتباكي. رجلاً لا يحاول أن يُروضني، ولا يُربكني، بل يُبهرني بثباته، ويستفز نضجي بنضجٍ أعمق منه.
أنا لا أُحب بسهولة، لا لأن قلبي مغلق، بل لأنّ من يقترب يجب أن يكون أهلًا لهذا الاقتراب.
لا أفتح قلبي لرجل يرى الأنثى جسدًا، أو علاقة محطة!!!
بل لمن يرى المرأة وطنًا، وعهداً، ومقامًا لا يُدنّس باللعب.
أنا أستحق الاحتواء، لا التقييد. أستحق الحديث العميق، لا الثرثرة. أستحق حضنًا يُشبِه العودة إلى الذات، لا علاقة تُشبه الهروب من الذات.
ولهذا… صرتُ أختار بدقّة، وأحب ببطء، وأبتعد بثقة، ولا أعتذر عن قلبي الذي لا يرضى بالقليل.
تعليقات
إرسال تعليق