مدونة تعبر من السطح إلى العمق، تبحث في خفايا النفس، وفي الأسئلة التي لا نطرحها عادة. ليست للقراءة فقط… بل لاكتشاف ذاتك من خلالها.
A blog that dives beneath the surface—into the quiet questions, the hidden layers of the self. Not just to read, but to rediscover yourself through every word.
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
الإنسان بين الحاجة للآخر والخوف منه …
كيف نكون المأمن لا مصدر الخوف؟
منذ أن وُجد الإنسان وهو يقف أمام معادلة مربكة: حاجته للآخرين وخوفه منهم في آن واحد. هو لا يستطيع أن يعيش بمعزل عنهم؛ يحتاج إلى دفء العلاقة، وإلى كلمة صادقة، وإلى عين ترى ألمه فتخففه. لكنه في الوقت نفسه يخشى أن يمنح قلبه فيُجرَح، أن يكشف ضعفه فيُستَغل، أو أن يثق فيُخذَل.
إنه الكائن الذي لا يكتمل وحده، لكنه لا يطمئن تمامًا في حضور الآخرين. يحمل داخله شوقًا للحب والصداقة والتواصل، وفي داخله أيضًا جدارًا من الحذر والريبة. يعيش بين الرغبة في الاقتراب، والرهبة من الانكشاف. قد يدخل الإنسان علاقة وهو يتمنى أن يجد فيها مأمنًا، لكنه يحتفظ دومًا بمخاوفه كظلّ لا يفارقه. وربما يكون هذا التناقض سرّ إنسانيته، إذ لولا خوفه لما قدّر قيمة الطمأنينة، ولولا حاجته لما سعى يومًا نحو الآخر. وهنا يكمن العمق: لا تكن أنت ذاك الشخص الذي يخاف منه الآخرون. لا تكن سببًا في جرحٍ يضاعف حذرهم، ولا خيانةً تجعلهم يغلقون قلوبهم أكثر.
ولا تدخل عليهم مدخل الإستغلال أياً كان نوعه ،
كن ذلك الوجه الذي يُطمئن، لا الذي يثير الريبة. كن اليد التي تُمسك دون أن تؤذي، والصوت الذي يُنصت دون أن يُحاكم، والملجأ الذي يُذيب في الآخرين خوفهم الأبدي من الاقتراب. إن أجمل العلاقات الإنسانية هي تلك التي تُذيب هذا التناقض: حيث يجد الإنسان الآخر الذي لا يخيفه، بل يحتضنه، الذي يراه في هشاشته دون أن يستغلها، ويكون له ملاذًا لا تهديدًا. وحين يلتقي الإنسان بهذا الآخر، يدرك أن المعادلة لم تكن لتُحلّ إلا بالصدق؛ صدقك مع نفسك أولًا، ثم صدقك مع من تحب...
تعليقات
إرسال تعليق