لماذا يسخر المجتمع من الحب الناضج؟

 لماذا يسخر المجتمع من الحب الناضج؟



في زمن امتلأ بالعلاقات السطحية، أصبح الحب الناضج مادة للسخرية.  
ذلك النوع من الحب الذي يتحدث بلغة الصدق، لا بلغة اللعب.  
الذي لا يستعرض مشاعره، بل يعيشها.  
الذي لا يُبنى على الندرة والحرمان، بل على الاستقرار والرغبة الواعية في البقاء.

يسخر المجتمع من الحب الناضج لأنه لا يشبه قصص الدراما… 
لا يحتوي على صراخ، خيانة، فوضى، وهروب وعودة.  
لأنه لا يروّج لمشاعر تنهك النفس، بل يُشبه المنزل، الأمان، المساحة التي تستطيع أن تتنفس فيها دون أن تخاف أن تُرفض.

الناس تسخر مما لا تفهمه، وما لم تختبره.  
والمجتمع الذي نشأ على الخوف، والمقارنة، والعلاقات المعقدة، لن يستوعب بساطة من يحبون بسلام.  
الحب الناضج يُربكهم… لأنه يُشبه الحلم الذي لا يجرؤون على تصديقه.

لكن الحقيقة؟  
الحب الناضج لا يحتاج تصفيقهم.  
يكفيه أن يكون حقيقيًا، أن يكون طوق نجاة في عالم يغرق في الأنانية، أن يكون ملاذًا وسط فوضى العلاقات.

في الحب الناضج، لا أحد يهرب من المواجهة.  
لا أحد يُشعل النار ليختبر الغيرة.  
لا أحد ينسحب ليُعاقب الآخر.

هو حب لا يُشبِه الأسواق… لا فيه مزايدة، ولا فيه تسعير.  
هو حضور دائم، وثبات، ويد لا ترتخي عند أول اختبار.

وحده الناضج يعرف كيف يحب…  
لأن الحب الحقيقي لا يسكن القلوب المترددة، ولا يزهر في أرض لا تعرف معنى الأمان…

تعليقات

المشاركات الشائعة