حين تتكئ المرأة على نفسها..!!

 


حين تتكئ المرأة على نفسها !!

ماذا ستقدم لها ان دخلت حياتها هل ستجعلها تتكىء عليك ام تريد ان تتكئ عليها حتى تكسرها اكثر !


كلما تعلّمت المرأة أن تكون سندًا لنفسها، كلما تضاءل بريق الرجال الذين لا يملكون سوى الكلام. ليس لأنها فقدت الرغبة في الحب، ولا لأنها أسيرة لاستقلالها، بل لأنها جرّبت أن العيش لا يقوم على وعود شاعرية ولا على عبارات رنانة. فالكلمات وحدها لا تُضيء بيتًا معتماً، ولا تُسدّد فاتورة تنتظر على الطاولة. وفي كل مرة تنهض لتواجه تفاصيل الحياة وحدها، تدرك أن الاحتياج الحقيقي ليس لرجلٍ يملأ الأذن حنينًا، بل لرجلٍ يضيف إلى حياتها ثِقلاً من معنى، لا ثِقلاً من عبء. رجلاً بمعنى المعنى ، شريكاً لآخر العمر ..

فالمرأة حين تحب، تعطي بلا حساب. تمنحك من قلبها دفئًا، ومن روحها طمأنينة، ومن وقتها ما يضيق به يومها. تُسخّر طاقتها لتسعدك، وتُطيع قلبها قبل أن تُطيع عقلك. وإذا وثقت، سلّمت مفاتيح أعماقها كاملة. ولأنها تعطي بهذا السخاء، فإن الخذلان يصبح عندها أقسى، والفارق بين رجلٍ يبادل العطاء ورجلٍ يكتفي بالاستقبال، يصبح أوضح من أي وقت مضى.
لكن الحقيقة الأثقل أن هذه المرأة باتت تعيش دورين في آن واحد: دور الأنثى التي تحنو وتمنح، ودور الرجل الذي يقوم بالقِوامة على نفسه.
 إنها المرأة التي تدفع أثمان البقاء يومًا بعد يوم، وتتحمل مسؤوليات لم تُخلق لتتحملها وحدها. والسؤال الفلسفي هنا: حين تدخل حياتها، هل أتيت لتأخذ منها دور الرجل الذي مارسته هي عنوة، أم جئت لحياتها كديكور لتشاركها أنوثتها !
وتشاهدها وهي تعيش دور الأنوثة والرجولة ؟! 

هل أتيت لتجلب الأمان، معنويًا كان أو مادياً ،وتخفف عنها ثقل الرجولة التي اضطرت هي  إليه؟ 

أم جئت تلهو  لتستنزف طاقتها وتتسلى بوجودها؟

الحب بلا جهد التزام ناقص. والمودّة بلا دعم مجرّد زينة تتساقط مع أول اختبار. ومن العبث أن تمنح المرأة قلبها لرجلٍ لا يحمل معه إلا الوعود الفارغة، وهي التي تحمل على كتفيها أوزان الحياة. فالعلاقة ليست مقايضة بالمال، بل ميزان عدل: حضور يخفّف لا يثقل، وشريك يساند لا يستهلك.

المرأة التي تعلّمت أن تعيش واقفة رغم كل الظروف، لا تبحث عن وجودٍ فارغ، بل عن شريك حقيقي. رجل يجعل الطريق أخف، لا أثقل. لأن حضورًا بلا سند ليس حضورًا، وكلمات بلا فعل ليست حبًا. وإن لم يكن وجودك إضافة تُضيء أيامها وتخفف عنها، فما جدوى وجودك أصلًا؟

نحن النساء اللواتي نسدد فواتير حياتنا ونحمل أعباءها، نفتح قلبنا فقط لمن أكتملت رجولته ، لمن يعي أن دخوله يخفف عنا ثقل الأيام، لا ل يرهقنا عاطفيًا ويتركنا نجمع شتات أنفسنا، أو يتسلى بنا كما لو كنّا محطة عبور في رحلته العابرة. يعلم ان من يدخل عالمنا انه يسكب الطمأنينة في أرواحنا، لا  من يستهلكها. لا من يجعلنا ندفع من أرواحنا ثمن حضوره. فالحياة أثقل بما يكفي، ولا تحتمل أن تتحول العلاقة إلى خسارة جديدة…




تعليقات

المشاركات الشائعة