التصالح مع الماضي: هل يمكن أن نُشفى دون أن نفهم كل شيء؟

 التصالح مع الماضي: 

هل يمكن أن نُشفى دون أن نفهم كل شيء؟

نحن نظن أن الشفاء يعني أن نفهم كل شيء… أن نُحلل الأحداث، ونفكك الذاكرة، ونفهم "لماذا حدث ذلك؟"  
لكن الحقيقة أن بعض الجروح لا تحتاج تفسيرًا بقدر ما تحتاج احتواء.

هناك أشياء حدثت لن نجد لها جوابًا مُرضيًا، وأشخاص رحلوا دون تبرير، ومواقف تركت بداخلنا أثرًا لن تُمحى بمحاولة فهمها.  
الشفاء أحيانًا لا يعني الفهم… بل القبول.  
أن نقول: "لقد تأذيت، ولا أعرف لماذا، لكنه حدث… وأنا أختار الآن أن لا أعيش داخل هذا الألم أكثر."

التصالح مع الماضي لا يعني نسيانه، بل ألا نسمح له أن يُدير حاضرنا.  
يعني أن نُدرك أن بعض الأبواب أُغلقت، وأن بعض الأسئلة لا إجابة لها، وأن القوة ليست في أن نجد السبب… بل في أن نُكمل الحياة رغم الغموض.

الشفاء الحقيقي يبدأ حين نتوقف عن مطاردة التفاصيل، ونبدأ باحتضان ما بقي فينا من نُبل، من صدق، من طاقة نجت من الانهيار.  
الماضي لا يتغير… لكن نظرتنا له قادرة أن تغيّر حاضرنا كله…

تعليقات

المشاركات الشائعة