آدم وحواء: لماذا خلق الله له زوجة لا أمًا ولا أختًا؟
آدم وحواء:
لماذا خلق الله له زوجة لا أمًا ولا أختًا؟
لم يخلق الله لآدم أمًّا تُطعمه، ولا أختًا تؤنسه، ولا بنتًا يُربيها.  
خلق له زوجة. شريكة.  
امرأة تُكافئه حضورًا، تُبادله النظرة، وتُكمّله وجودًا.
هذه ليست صدفة في التكوين، بل وعي إلهي يفتح لنا بابًا لفهم أعمق للعلاقة بين الذكر والأنثى.
آدم، بكل حاجته الأولى للأنس، لم يُمنح امرأة تُدلّله أو تُمجّده،  
بل مُنح امرأة تُقابله… تقف أمامه، لا تحت قدميه ولا فوق رأسه.  
حواء لم تُخلق لتُربيه، بل لتُشاركه.  
ولم تُخلق ليتملكها، بل ليؤتمن عليها.
الخلق نفسه كان رسالة.  
فحين أراد الله أن يُكمل آدم، لم يخلق له ظلًّا ولا تابعًا، بل إنسانًا له عقل، روح، قلب، وجسد…  
ليرى فيه مرآته لا خادمته.  
ليرى فيه نفسه، لكن من زاوية أخرى.
لكن الإنسان، حين اختل وعيه، نسي الأصل.  
تحوّلت المرأة إلى مشروع أم بديلة،  
ورأى الرجل نفسه قاصرًا إلا إذا رُفِع فوقها،  
فبدأت لعبة الهيمنة والاحتياج، وانهارت السكينة.
نحن لا نحتاج أمًا جديدة في العلاقة…  
نحتاج وعيًا جديدًا يُدرك أن الشراكة لا تنشأ من النقص،  
وأن الحب لا يُبنى على من يُربّي ومن يُطيع،  
بل على من يُصغي، ومن يرى، ومن يختار أن يبقى رغم قدرته على الرحيل.
آدم الحقيقي لا يبحث عن صدر يحتضنه من الطفولة،  
بل عن قلب يُبجّله في النضج.  
وحواء الناضجة لا تُعطي من فائض أمومتها، بل من حضور أنوثتها.  
لا تُؤدّب، لا تُربّي، لا تُنقذ… بل تُحب، فقط.
الحب لا يولد من عقد النقص،  
ولا ينمو في ظل الأدوار المشوّهة.  
إنه كائن حساس… لا يعيش إلا في حضن الوعي.
ولذلك، لم يُخلق لآدم أم، ولا بنت، ولا أخت.  
بل خُلقت له أنثى تُشبهه في المعنى، وتختلف عنه في التجربة…  
كي يتعلّما معًا، أن الحب ليس حاجة… بل اختيار يومي لِـ تماس لا يُذل، ولرفقة لا تُقيّد.
وهنا، فقط هنا، تبدأ حكاية السكينة…
تعليقات
إرسال تعليق