هل فكرت يومًا ما معنى الأضحية؟ وهل كانت قصة ذبح إسماعيل مجرد اختبار… أم تأسيس لفكرة أعظم؟
هل سبق أن فكّرت في معنى الأضحية؟ ليس بوصفها ذبحًا…
بل بوصفها لحظة تأسيس لرجولةٍ لم تعد شائعة ..
حين رفع إبراهيم السكين فوق رقبة ابنه، لم يكن يُختبر وحده، ولم يكن إسماعيل ضحية امتحان فردي…
كانت الإنسانية تقف هناك، على ذلك الجبل، تُختبر الرجولة فيها لأول مرة.
رجولة تعرف كيف تسلّم، لا كيف تتهرب.
رجولة تقف أمام الخسارة بثبات، لا تتخفّى خلف الأعذار والادعاءات.
ولما جاء الكبش، لم يُفد به إسماعيل فقط، بل أُفدي به معنى الرجولة نفسها.
ذلك المعدن النادر… الذي لا يُتكلّم عنه، بل يُبرهن عليه حين تحضر الفجيعة.
رجولة لا تتفاخر، بل تثبت.
لا ترفع صوتها، بل ترفع فعلها.
لو لم يُفد إسماعيل، لبقيت النساء وحدهن يحملن الأعباء، ويواجهن الحياة بلا ظهر.
لكانت التضحية ترفًا لا يُجيده الذكور، والمواقف عبئًا لا يقدرون عليه.
ولأصبحت الرجولة قصة منقرضة… لا تُروى إلا في كتب التاريخ، لا في تصرفات الناس …
إن الأضحية ليست لحماً يُهدى…بل مبدأ يُجدد، ليبقى فينا من يمكننا أن نثق برجولته، لا أن نُكمل الحياة نيابةً عنه…
تعليقات
إرسال تعليق