المرأة الذكية و التي تفكر كثيرًا: قوة أم عبء في العلاقات والمجتمع؟
المرأة الذكية و التي تفكر كثيرًا: قوة أم عبء في العلاقات والمجتمع؟
المرأة الذكية و التي تُفكر كثيرًا… ليست سهلة.
هي ليست مريحة لمن يبحث عن امرأة بسيطة، تبتسم دون أن تسأل، وتُحب دون أن تُحلل، وتُطيع دون أن تُجادل.
هي المرأة التي لا تستطيع أن تمرر شيئًا دون أن تُفككه في عقلها:
لماذا قال هذا؟ ماذا يقصد؟ هل هذا الفعل يعكس ما قاله؟ هل الحب وحده يكفي؟ هل العلاقة عادلة؟ هل أنا هنا لأنني أُقدَّر أم لأنني مُتاحة؟
في مجتمع يُحب الأنثى الصامتة، المرنة، السهلة،
تُصبح المرأة التي تُفكر كثيرًا مرهقة للبعض…
مرهقة لأنها ترى ما يتجاهله الآخرون،
لأنها لا تقبل القشور، ولا تكتفي بالكلام الجميل دون أفعال تسانده.
لكن… هل التفكير الكثير عيب؟ هل هو لعنة تُطاردها في علاقاتها؟
أم أنه في حقيقته قوة… وإن بدت للبعض ثقيلة؟
المرأة التي تُفكر كثيرًا هي امرأة لا يُمكن خداعها طويلًا.
تلتقط الفجوات، تلاحظ التفاصيل الصغيرة، تُدرك حين يتصرف الآخر بدافع الخوف، أو الحاجة، أو التلاعب.
قد تُسامح، لكنها لا تنسى.
وقد تصمت، لكنها لا تتجاهل الحقيقة.
هي مرآة للرجل الذي يقف أمامها،
تكشف له ما يخفيه حتى عن نفسه.
ولذلك، يخشاها البعض… لأنهم لا يريدون أن يُرى عمقهم، ولا أن تُكشف نواياهم.
لكنها ، حين تجد من يفهم عقلها، من يحتضن طريقة تفكيرها دون أن يحاول إطفاءها،
تُصبح أعظم شريكة.
تُصبح أنثى تُحب بوعي، وتبني بوعي، وتُداوي علاقتها باستمرار لأنها ترى المشكلات قبل أن تكبر، وتفهم أين يُمكن أن يتسلل الألم قبل أن يُفسد المساحة بينهما…
في النهاية، التفكير ليس عبئًا… إلا على من يخاف أن يُرى على حقيقته.
أما في علاقة ناضجة، فهو نعمة.
نعمة تصنع حبًا أكثر وعيًا، وأكثر نُضجًا، وأقل قابلية للانهيار..
كتبت في مساء دافئ
2/3/2025 
8:45 PM
تعليقات
إرسال تعليق