من يصل إلى وعيه الأخير، يدرك ثمن الارتباط ..

 


حين يصبح القلب صعب المنال…


الوصول إلى مرحلة الوعي ليس لحظة انتصار كما يظن البعض، بل هو عبور إلى أرض مختلفة تمامًا، أرض تُرى فيها التفاصيل بألوانها الحقيقية، بلا تزيين ولا خداع.

حين تكتمل فيك البصيرة، تصبح روحك أكثر انتقاءً، وأكثر حذرًا. لم تعد تنجذب بسهولة إلى البريق المؤقت، ولا تكفيك الكلمات المألوفة.


من يعرف نفسه حقًا، لن يقبل أن يختفي داخل ظلّ أحد، أو أن يُفرّغ روحه في وعاء مثقوب. فالارتباط بالنسبة له ليس احتياجًا أو هروبًا من الوحدة، بل مسؤولية عميقة، ومعاهدة بين قلبين يعرفان معنى الالتزام.


لكن المفارقة المؤلمة، أن هذا العمق الذي يحمله الوعي، يجعل الاختيار أصعب، والاقتراب أندر. لأنك حين ترى كل شيء بوضوح، ستدرك أن أغلب ما يُسمّى حبًا، ليس إلا تسلية أو تعويضًا أو فرارًا من فراغ داخلي.


لهذا، يظل صاحب الوعي واقفًا على الحافة، يراقب، يبتسم، ويعرف في قرارة نفسه أن الارتباط بالنسبة له ليس لعبة، بل رحلة تحتاج روحًا توازيه عمقًا، وتعرف مثله أن القلوب وديعة، وليست ممتلكاتك…


تعليقات

المشاركات الشائعة