الحالة النفسية… ضرورة لا رفاهية …

 

حين نعتني بأنفسنا نصبح أقدر على العطاء



العناية بالحالة النفسية ليست ترفاً ولا دلالاً، بل هي أساس الاستقرار في حياتنا اليومية. فسلامة النفس تنعكس على سلامة الجسد، وعلى جودة قراراتنا وعلاقاتنا، بل وحتى على طاقتنا لمواجهة تحديات الحياة.


كثيرون يظنون أن الاهتمام بالجانب النفسي يعني الهروب من المسؤوليات، بينما الحقيقة أنه يمدنا بالقوة لمواصلة الطريق بوعي واتزان. فالإرهاق النفسي، إذا ترك دون عناية، يتحول إلى ثقل يعيق الإنسان عن أبسط تفاصيل يومه.


المحافظة على الصحة النفسية قد تكون في أشياء بسيطة: استراحة صادقة وسط الزحام، حديث مريح مع من نحب، ممارسة نشاط يبعث الهدوء، أو حتى منح أنفسنا حق الشعور بلا لوم. والراحة النفسية لا تكتمل إلا بالابتعاد عن الأشخاص المؤذية، والتخفف من العلاقات التي تستهلك أرواحنا أكثر مما تمنحها. فالمحاولة المستمرة للنجاة من هذه الدوائر السامة هي بحد ذاتها شكل من أشكال العناية بالنفس وحمايتها.


إنها مسؤولية وليست رفاهية. فبقدر ما نمنح أنفسنا عناية وراحة نفسية، بقدر ما نصبح أقدر على العطاء والحب والنجاح. فالنفس هي بيتنا الأول، وإذا لم نصلح جدرانه من الداخل، فلن تنفعنا أي مظاهر خارجية من قوة أو نجاح. الاهتمام بصحتنا النفسية ليس رفاهية عابرة، بل هو إعلان اعتراف بقيمتنا كبشر نستحق السلام قبل أي شيء آخر.


تعليقات

المشاركات الشائعة