الهوية الرقمية: هل نحن ما نكتبه أم ما نخفيه خلف الشاشة؟
الفضاء الرقمي مرآة الروح: ما نخفيه وما نكشفه
في الفضاء الرقمي، نصنع نسخًا محسّنة من ذواتنا، نعرضها للعالم بينما نخفي أجزاء أخرى لا نجرؤ على كشفها. لكن من نحن حقًا؟ هل نحن ما نظهره في صورنا ومنشوراتنا، أم ما نحجبه خوفًا من أحكام الآخرين؟
الهوية الرقمية قد تكون قناعًا، لكنها أيضًا مرآة؛ تعكس ما نريد أن نكونه بقدر ما تكشف ما نخشى أن نُظهره. ومع كل منشور، وكل صورة، وكل تعليق، نعيد صياغة أنفسنا أمام العالم، نتجمل، نتخفى، وأحيانًا نبالغ في رسم صورة مثالية لا وجود لها إلا على الشاشة.
لكن الغريب أن هذا العالم الافتراضي يُلقي الضوء على أعمق مخاوفنا وطموحاتنا. فالفراغ بين ما نعرضه وما نخفيه يكشف الكثير: عن شكوكنا، عن رغبتنا في القبول، عن خوفنا من الرفض. وربما تكمن الحقيقة الوحيدة في أن الهوية الرقمية ليست انفصالًا عن الذات، بل امتداد لها؛ مرآة لماضينا، لمخاوفنا، ولرغبتنا في أن نكون أعمق وأكثر صدقًا مما نسمح للآخرين أن يروا.
وفي النهاية، قد يكون السؤال الحقيقي ليس عن ما نظهره، بل عن شجاعة أن نكون صادقين مع أنفسنا، حتى خلف الشاشة، حتى حين لا يرانا أحد.
تعليقات
إرسال تعليق