الزاوية المظلمة في داخلك
هل واجهت نفسك يوماً؟
في داخل كل إنسان زاوية مظلمة لا يجرؤ حتى هو على الاقتراب منها، مكان تُولد فيه الأفكار التي نخاف أن نسمعها، والرغبات التي ندفنها قبل أن ترى النور.
كل صمت فيه ثقل ينهك الروح، وكل ابتسامة تخفي حقيقة لو أطلّت، لاهتز كل وجود الإنسان.
نعيش مع هذه الزوايا في صمت، نحاول خداع العالم وخداع أنفسنا، بينما الحقيقة تراقبنا بلا رحمة، صامدة، كأنها ساعة متوقفة على لحظة الانكشاف التي لن نكون مستعدين لها أبدًا.
وفي هذا الظلام الداخلي، يتردد صدى كل قرار لم يُتخذ، وكل رغبة لم تُعترف، وكل خوف لم يُواجه، لتصبح أرواحنا مرآة أبدية لحقيقة لم نجرؤ على مواجهتها منذ البداية.
ولكن متى سنواجه الظلام الذي يسكننا؟
متى سنتوقف عن الهروب من أنفسنا، ونترك للظلال أن تنطق، لنرى أخيرًا ما نحن عليه بلا أقنعة، بلا وهم، بلا هروب؟
وهل أنت، عزيزي القارئ، جرّبت أن تنظر في عين نفسك دون أن تغضّ البصر؟ هل استطعت يومًا أن تواجه الوجه الذي يسكنك في صمت، ذلك الوجه الذي يعرفك أكثر مما تعرف نفسك؟
تعليقات
إرسال تعليق