حين يتقن المرء دوره الجميل
حين تكون الرجولة مأوى، والأنوثة وطن
الرجولة ليست في اليد التي تُمسك، بل في الكتف الذي يُسند.
هي حضور يُشبه الطمأنينة، لا يُرى في الوجوه بل يُحسّ في القلب.
الرجولة لا تحتاج إلى استعراض، لأنها تُثبت نفسها بالفعل الهادئ، بالكلمة التي تُنقذ، بالصمت الذي يحفظ الكرامة.
هي تلك القدرة على أن تكون ثابتًا دون قسوة، قويًا دون أذى، كريمًا دون ضجيج.
أما الأنوثة، فهي ليست في الرقة فقط، بل في السكينة التي تُعيد للعالم توازنه.
هي الحنان الذي يُرمم، والنور الذي لا يُطفئه التعب.
الأنوثة ليست انكسارًا أمام الرجولة، بل القدرة على أن تُلين الحياة دون أن تنكسر فيها، أن تُضمد ما لا يُقال، وأن تمنح للحضور معنى دافئًا لا يُنسى.
حين يلتقي هذا النوع من الرجولة بتلك الأنوثة، لا يكون اللقاء علاقة بين رجل وامرأة فقط، بل التقاء بين طمأنينة وقلب، بين ظلٍّ وضوء.
الرجولة تُشبه الجذر، والأنوثة تُشبه الزهر، وكلاهما لا يكتمل إلا بالآخر.
إنهما لا يتنافسان على من الأقوى، لأن القوة الحقيقية بينهما تولد حين يتكاملان، لا حين يتشابهان.
في زمن امتلأ بالضجيج، صارت الرجولة تُقاس بالصوت، والأنوثة بالصورة، ونُسي أن الأجمل فيهما ما لا يُرى:
رجولة تُشعرك أنك في مأمن،
وأنوثة تُشعرك أنك وصلت إلى وطنك.
تعليقات
إرسال تعليق